الصحة والعلاج

كيف يزرع الزيتون وماهي الوسائل الصحيحة لقطفه طرياً

شجرة الزيتون: من غرسة مباركة إلى قطف مُتقن لجودة الزيت

تُعد شجرة الزيتون رمزاً للبركة والصمود. عملية زراعتها بسيطة في المبدأ، لكنها تتطلب صبراً، أما عملية قطف ثمارها فتحدد بشكل حاسم جودة الزيت المستخلص. إن الحصول على زيت بكر ممتاز يتطلب قطفاً دقيقاً ومعالجة سريعة للثمار “الطرية”.

 

أولاً: كيف تُزرع شجرة الزيتون؟ (مراحل الصبر)

تُزرع أشجار الزيتون بعدة طرق، لكن الطريقة الأكثر شيوعاً للمزارع هي الاعتماد على الشتلات أو العقل:

 

1. اختيار الموقع والتربة

  • المناخ: يزدهر الزيتون في مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث الشتاء البارد المعتدل والصيف الجاف والحار. تحتاج الشجرة إلى فترة برودة (لمدة شهرين تقريباً) في الشتاء لتبدأ بالإزهار والإثمار.
  • التربة: يمكن للزيتون أن ينمو في أنواع مختلفة من التربة، بما في ذلك الأراضي الصخرية والجافة، لكنها تفضل التربة جيدة التصريف. يجب أن تتعرض الشجرة لأشعة الشمس المباشرة لأطول فترة ممكنة (لا تقل عن خمس ساعات يومياً).

 

2. طريقة الغرس (للشتلات)

  • حفر الحفرة: تُحفر حفرة أكبر قليلاً من حجم وعاء الشتلة.
  • الزراعة: تُزرع الشتلة مع الحرص على عدم العبث بالجذور إلا لقص أي جذور دائرية. تُوضع الشجرة في الحفرة وتُغطى بالتراب الأصلي.
  • الري الأولي: تُسقى الشجرة جيداً بعد الزراعة مباشرة، ويُحافظ على الري المنتظم في الأسابيع الأولى حتى تتأقلم الشتلة مع موقعها الجديد.

 

3. الانتظار والإثمار

  • النمو الأولي: تبدأ الشجرة بالإثمار غالباً بعد 3-5 سنوات من الزراعة، لكن الإنتاج الاقتصادي والجودة العالية تتحقق عندما يتراوح عمرها بين 15-20 عاماً.
  • التقليم: التقليم السنوي ضروري لتشكيل هيكل الشجرة، وفتح قلبها لضوء الشمس، وتسهيل عملية القطف مستقبلاً.

 

ثانياً: الوسائل الصحيحة لقطف الزيتون “الطري” (لجودة الزيت)

يُقصد بـ “القطف الطري” تلك الوسائل التي تحافظ على سلامة الثمرة وخلوها من الجروح والكدمات، لأن أي ضرر أو سحق للثمرة يبدأ عملية الأكسدة ويزيد من حموضة الزيت، مما يقلل من جودته.

الهدف من القطف لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز هو تقليل الضرر وتسريع المعالجة.

 

1. التوقيت الأمثل للقطف (مؤشر النضج)

توقيت القطف هو العامل الأهم في تحديد جودة ونكهة الزيت:

  • الزيتون الأخضر: يُعطي زيتاً غنياً جداً بمضادات الأكسدة وبنكهة مريرة لاذعة قوية، لكن كمية الزيت المستخلصة تكون قليلة.
  • الزيتون المتلون (الطرية): للحصول على زيت بكر ممتاز متوازن، يُفضل القطف عندما تبدأ الثمار في التلون (مرحلة ما بين الأخضر والأسود/الأرجواني). هذا يضمن محتوى جيداً من الزيت مع تركيز عالٍ من البوليفينولات.

 

2. طرق القطف الموصى بها للجودة العالية (اللطف والحذر)

لإنتاج الزيت الأفضل، تُفضل الطرق التي تضمن سلامة الثمار:

  • القطف اليدوي (Hand-Picking): هي الطريقة الأفضل والأكثر نقاءً للحصول على زيت عالي الجودة. يتم جمع الثمار مباشرة باليد ووضعها في سلال أو صناديق بلاستيكية مثقبة. هذه الطريقة بطيئة ومكلفة لكنها تحمي الثمرة تماماً من الكدمات وتمنع سقوط الأغصان المثمرة للعام التالي.
  • الجمع باستخدام الأمشاط (Combing): تُستخدم أمشاط يدوية أو ميكانيكية ذات أسنان بلاستيكية لتمشيط الأغصان بلطف، فتتساقط الثمار على شبكات نظيفة مفروشة تحت الشجرة.
  • الحصاد بالاهتزاز (Vibration): تُستخدم آلات اهتزاز ميكانيكية تمسك بالجذع أو الأغصان الكبيرة وتهزها بلطف لتساقط الثمار على شبكات التجميع. هذه الطريقة أسرع بكثير ولكن يجب أن تكون قوية بما يكفي لجمع الثمار دون إلحاق ضرر كبير بالشجرة.

 

3. خطوات ما بعد القطف الحاسمة

جودة الزيت لا تتوقف عند القطف، بل عند المعالجة اللاحقة:

  • تجنب العصا (الخبط): يجب تجنب استخدام العصي أو الخبط نهائياً، لأنها تسبب تلفاً للثمار وتسقط الأوراق والأغصان التي ستثمر في العام المقبل، مما يقلل الإنتاجية وجودة الزيت.
  • الحاويات المناسبة: تُجمع الثمار في صناديق بلاستيكية مثقبة أو سلال مهواة، وتجنب الأكياس البلاستيكية التي تسرع من تعفن الثمار وارتفاع حموضة الزيت.
  • السرعة إلى المعصرة: أهم قاعدة في إنتاج الزيت البكر الممتاز هي عصر الثمار خلال 24 ساعة (ويفضل أقل من 4 ساعات) من القطف. تأخير العصر يؤدي إلى تخمر الثمار على شكل أكوام، مما يرفع الحموضة ويقلل الجودة بشدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *